الاحوال التركية: عدد الأطباء الأتراك الذين يهجرون بلادهم يُحطّم رقماً قياسياً

ذكر الموقع الالكتروني “الاحوال التركية” بانه و وفقًا لبيانات الجمعية الطبية التركية، حصل 231 طبيبًا على “شهادة حسن السيرة والسلوك”، والتي تُعتبر تأشيرة عمل في الخارج، في يوليو الماضي، وهو رقم قياسي خلال شهر واحد.

في فترة السبعة أشهر الأولى من عام 2022 ، بلغ عدد الأطباء المستعدين للهجرة للخارج بالحصول على هذه الشهادة 1402 طبيبًا. وذكرت الجمعية الطبية التركية أنه بحلول نهاية العام ، يستعد ما بين 2500 و 3 آلاف طبيب لمغادرة تركيا.

وبحسب صحيفة دنيا ، تمّت إضافة زيادة أسعار الإيجارات خاصة في المدن الكبرى إلى القضايا التي أجبرت الأطباء على المغادرة، والذين يطالبون بنموذج عمل جديد منذ فترة طويلة بسبب زيادة العنف في الظروف الصحية غير المناسبة.

في مارس الماضي، علّق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، على التحذيرات الرسمية والشعبية الأخيرة بشأن مغادرة الآلاف من الأطباء الأتراك بلادهم نحو دول أخرى، مُبدياً عدم اهتمامه تجاه خطورة الظاهرة وأسبابها.

وأجاب لدى سؤاله عن الأطباء الذين يسافرون إلى الخارج “إذا أرادوا أن يُغادروا، دعوهم يذهبون. نحن أيضًا نوظف أطبائنا حديثي التخرج هنا”.
وقال “إذا لزم الأمر سندعو سريعاً من يريد العودة لبلادنا من الخارج. لا تقلقوا فهذه الأماكن لن تكون فارغة”. وتابع “انظروا، من بنى هذه المستشفيات الضخمة بالمدينة؟ أليست هي الدولة التي علّمت هؤلاء الأطباء؟”.

في فبراير الماضي، أضرب الأطباء في مختلف أنحاء تركيا عن العمل لعدّة أيام، احتجاجا على تدنّي الأجور وتردّي ظروف العمل.
وشارك في الإضراب نقابات الأطباء المحلية، بما في ذلك أطباء الأسرة وأطباء الطوارئ، وبدت منشآت طبية عدّة فارغة في العديد من المدن والولايات.

وكتبت النقابة على موقع تويتر :”الأطباء مضربون لأنهم لا يعملون في ظروف إنسانية”، مشيرة إلى أن الرواتب التي يتقاضونها تجعلهم تحت خط الفقر، فضلا عن عبء العمل وتزايد حالات العنف الجسدي التي يتعرضون لها من جانب المرضى.

وتكافح أغلب الأسر التركية لتغطية نفقاتها وسط ضائقة مالية، فاقهما ارتفاع التضخم بأعلى معدل منذ 24 عاما والارتفاعات الأخيرة في أسعار الطاقة والأغذية والسلع الأساسية الأخرى.

ودفعت ظروف العمل والظروف الاقتصادية المزيد من الأطباء الأتراك إلى الهجرة. ووفقا للجمعية الطبية التركية فقد غادر أكثر من 1400 طبيب تركيا في 2021، مقابل 59 فقط قبل عقد في 2011.

ولا يرى الأطباء الشباب على وجه الخصوص مستقبلًا في تركيا، ولذلك فهم يُهاجرون حالما تسنح لهم الفرصة بذلك.

يُذكر أنّ وثائق حسن السيرة والسلوك مطلوبة في كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، لكنها ليست مطلبًا لبعض البلدان، لذا فإن عدد الأطباء الذين غادروا تركيا أكبر من ذلك بالتأكيد. هذا فضلا عن أن دورات اللغات الأجنبية مليئة بالأطباء الذين يشعرون بالإحباط في هذا البلد.

وتتفاقم ظاهرة هجرة الكفاءات وخاصة الأطباء بشكل ملفت للنظر في تركيا. وفي هذا الصدد قال مسؤول في نقابة الأطباء الأتراك إن أكثر من 3000 طبيب غادروا بلادهم للعمل في الخارج خلال العامين الماضيين، وأن حوالي 8000 طبيب وطلاب طب يخططون للقيام بذلك.