أميركا ترفض النفي السوري وتطالب بإطلاق سراح الصحفي أوستن تايس

طالبت وزارة الخارجية الأميركية سوريا بإطلاق سراح الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختطف قبل عقد من الآن في دمشق أثناء تغطيته الصراع في سوريا.

وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً يوم الأربعاء (17 آب 2022)، نفت فيه أن تكون الحكومة السورية قد اختطفت أو اعتقلت أي مواطن أميركي بما في ذلك الصحفي أوستن تايس الذي اختطف قبل عشر سنوات في دمشق، وذلك في أعقاب اتهام الرئيس الأميركي جو بايدن لها باعتقال تايس.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، طالب الحكومة السورية الأسبوع الماضي بالتعاون في إطلاق سراح الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختطف في دمشق قبل عقد من الآن، وقال في بيان: “نحن متأكدون من أنه معتقل لدى النظام السوري، وقد طلبنا من الحكومة السورية مراراً العمل معنا لنتمكن من إعادة أوستن إلى الديار”.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان: “صدرت اتهامات مضلِّلة وبعيدة عن المنطق عن الإدارة الأميركية، ممثلةً في الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته، تضمنت اتهاماتٍ باطلة للحكومة السورية باختطاف أو اعتقال مواطنين أميركيين، من بينهم أوستن تايس، العسكري في الجيش الأميركي”.

وبعد صدور بيان الخارجية السورية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي عقده يوم الأربعاء، إن الحكومة الأميركية تضغط على الحكومة السورية لإطلاق سراح كل المواطنين الأميركيين والسماح لهم بالعودة إلى ديارهم.

وعن الصحفي المختطف تايس، قال نيد برايس إن إدارة بايدن “تجري اتصالات مكثفة مباشرة ومن خلال طرف ثالث، مع المسؤولين السوريين”.

وأشار برايس إلى أن السلطات السورية لم تقر قط باعتقالها تايس “لكننا لن نتخلى عن مساعينا، وسنستخدم كل الوسائل لضمان عودة أوستن سالماً”.

ونفى بيان وزارة الخارجية السورية أن تكون دمشق قد دخلت محادثات سرية مع المسؤولين الأميركيين بشأن المفقودين، مؤكداً أن “أي حوار أو تواصل رسمي مع الجانب الحكومي الأميركي لن يكون إلا علنياً من جانب سوريا، ومؤسساً على قاعدة احترام سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية”.

كان أوستن تايس، الذي هو من أهالي ولاية هيوستن، صحفياً مستقلاً يعمل لصالح عدد من الوكالات من بينها وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس بريس)، مككلاسي نيوز، واشنطن بوست، سي بي إس، وغيرها، وقد ألقي القبض عليه في نقطة تفتيش بدمشق في الذكرى 31 لميلاده يوم (14 آب 2022) ليبقى مجهول المصير بعد ذلك.

بعد مرور شهر على إلقاء القبض عليه، ظهر أوستن في مقطع فيديو معصوب العينين محاطاً بعدد من المسلحين، ولم يعرف عنه بعدها سوى القليل جداً.

تايس هو ثاني مواطن أميركي مفقود في سوريا لا يعرف عنه شيء، والمفقود الثاني هو الخبير النفساني ماجد كمالماز، وهو من ولاية فيرجينيا واحتفى في سوريا سنة 2017.

ونوه بيان الخارجية السورية بأنّ “الحكومة الأميركية اعترفت، منذ سنوات مضت، بأنّ أوستن تايس دخل وغيره من الأميركيين أراضي الجمهورية العربية السورية بطريقة غير شرعية”.

وفي الذكرى السنوية العاشرة لاختطاف تايس، قال بايدن: “أطلب من سوريا وضع نهاية لهذا ومساعدتنا على إعادته إلى الديار”، وأشار إلى أن تايس قبل عمله في الصحافة، كان جندياً في قوات ماريتز “وضع الحقيقة فوق نفسه، وسافر إلى سوريا ليبين للعالم الكلفة الحقيقية للحرب”.

وتعهد الرئيس الأميركي بأن إعادة هذا الصحفي الذي قال “إنه محتجز كرهينة” ستكون أولوية لإدارته، و”هذا وعد قطعته للشعب الأميركي ووالدي أوستن، وهو وعد أصر على الوفاء به”.

في العام 2020، أوفدت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، في خطوة نادرة، مسؤولاً من البيت الأبيض إلى دمشق للمطالبة بإطلاق سراح تايس، لكن الزيارة لم تسفر عن نتيجة معروفة.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية خصصت سنة 2018 جائزة مقدارها مليون دولار لكل من يدلي بمعلومات تؤدي إلى العثور على الصحفي الأميركي المفقود.