31 حزباً سياسياً يدين هجمات الإبادة التركية ويؤكد على ضرورة الدفاع عن المنطقة

عقدت الأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا، اليوم، مؤتمراً صحفياً بصدد تهديدات دولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا وعمليات التغيير الديموغرافي التي تسعى إليها عبر توطين مليون “لاجئ سوري” في المناطق التي احتلتها في سوريا.

عقد المؤتمر في مركز الدراسات والاستشارة الدبلوماسية في حي المحطة بمدينة قامشلو، بمشاركة ممثلي الأحزاب السياسية الكردية والعربية والسريانية، وحركات وتنظيمات نسائية.

أصدر خلال المؤتمر بيان مشترك باسم 31 حزباً سياسياً في شمال وشرق سوريا إلى الرأي العام، قرئ من قبل المتحدث باسم حزب سوريا المستقبل، موفق الأحمد.

جاء في مستهل البيان “منذ بداية الأزمة في سوريا، تسعى الدولة التركية إلى استثمارها بغية تحقيق أهدافها في إعادة السلطنة العثمانية وإعادة التحكم بمصير ومستقبل الشعوب وتصعيد نهجها الاحتلالي؛ بغية منع تطور أي إرادة شعبية جماهيرية هدفها إعادة بناء المجتمع وإعادة بناء قراره؛ بعد التدخل وتحوير الأزمة السورية واستثمارها لصالحها، عمدت تركيا إلى التدخل المباشر في سوريا عبر جرابلس عام 2016 ولاحقاً الباب وإعزاز، حيث تعمل تركيا ومن خلال مرتزقتها اليوم، وكذلك استثمارها لملف الإرهاب وعلى وجه الخصوص داعش في تمرير مشاريعها وأجنداتها السياسية على حساب الجغرافية السورية وعلى حساب الشعب السوري”.

أكد البيان أن “الترويج لعملية عسكرية في شمال وشرق سوريا في الآونة الأخيرة هدفه منع الاستقرار ومعاداة إرادة الشعوب والمشاريع التي تحقق الأمان والحقوق المشروعة لهذه الشعوب بغية خلق الفوضى لإعادة المعنويات المنهارة لمرتزقة داعش خاصة بعد هزيمتهم في سجن الصناعة بمدينة الحسكة”.

أضاف البيان “يسعى أردوغان إلى تحقيق ما يسميه “المنطقة الآمنة” في هذه المنطقة التي يريد احتلالها بغية تغيير تركيبتها السكانية وهويتها التاريخية التي تمتد لآلاف السنين وذلك من خلال توطين سكان غرباء وتحقيق التغيير الديموغرافي على غرار ما يحصل في عفرين وكذلك في كري سبي/ تل أبيض وأيضاً سري كانيه/ رأس العين وجميع المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها”.

وشدد البيان على خطورة هذا المشروع، واعتبره “مشروع إبادة حقيقي يلتقي مع كافة المشاريع الاحتلالية والإبادة لتركيا في سوريا وهدفه غير محصور في شمال وشرق سوريا وإنما يمثل خطراً كبيراً على سوريا والعراق والمنطقة برمتها، وكذلك يقسّم سوريا ويعرقل مساعي الحل والتوافق الوطني وله مخاطر إقليمية ودولية أيضاً يتمثل في عدم ردع أردوغان عن التدخلات السافرة في جميع الأمور والقضايا بما فيها استثمار الأحداث والتطورات الدولية وجر الناتو لمصالحه الشخصية”.

وتابع البيان “نؤكد نحن في القوى والتنظيمات السياسية والمجتمعية في شمال وشرق سوريا ومن مختلف المكونات الموجودة من العرب والكرد والسريان والآشور وجميع أبناء المنطقة على:

* رفض جميع أشكال الاحتلال والاستيطان وما تفعله تركيا من ممارسات وانتهاكات من خلال احتلالها لمناطقنا وسوريا عامةً، بما فيها القتل والسجن وحالات الخطف والتعذيب وكل الممارسات التي ترتقي للإبادة العرقية في ظل صمت المؤسسات الحقوقية والقانونية ذات الصلة مع وجوب النضال الوطني ضد هذه المشاريع وتحرير كل المناطق المحتلة.

* هذا المشروع الاحتلالي والاستيطاني يمثل خطراً كبيراً لا بد من أن تتعاون جميع القوى الوطنية والقوى الحريصة على وحدة سوريا وتحقيق الاستقرار فيها للوقوف صفاً واحداً في وجه هكذا مشاريع تفتعلها تركيا العثمانية الطورانية والتي هدفها تفتيت وحدة سوريا وضرب العيش المشترك بين مكوناتها؛ كذلك نؤكد أن القوى السورية أيضاً معنية بهذا الموضوع، ولا بد من أن تكون لها مواقف واضحة في هذا المجال وعلى وجه التحديد الدول العربية والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بوصف سوريا اليوم مستهدفة في وحدتها من خلال تركيا ومشاريعها التقسيمية.

* نناشد جميع القوى الفاعلة في سوريا والموجودة على الأرض بضرورة التحرك والوقوف في وجه هذا المد والعدوان التركي بمواقف واضحة تمنعها من تهديد استقرار المنطقة وخلق الفوضى والصراعات فيها وأيضاً القضاء على المكاسب التي تحققت ضد الإرهاب على مدار السنوات التي مضت من خلال تضحيات الآلاف من أبنائنا وبناتنا.

* نتوجه بالنداء أيضاً للمؤسسات الأممية والحقوقية لملاحقة تركيا لما تقترفه من تجاوزات على القوانين والعهود والمواثيق الدولية بما فيها التهجير القسري والتوطين والاحتلال المدمر؛ كذلك كافة المؤسسات العاملة في مجال الحريات والديمقراطية بضرورة العمل أيضاً على اتخاذ مواقف جدية وعملية من هكذا ممارسات تركية أيضاً نؤكد على ضرورة وجود دور مهم  للقوى والمؤسسات المجتمعية والمدنية، وأن يكون هناك تكاتف بشكل قوي بين جميع هذه الأطراف للوقوف في وجه هذا العدوان التركي ومحاولاته في تمرير مخططات ومشاريع خطيرة للغاية.

* نناشد كل الأطراف الداعمة لتركيا في مشاريعها هذه التخلي عن مواقفها وإعادة النظر فيها واستدراك مخاطر توجهات تركيا المعادية لسوريا والمنطقة”.

وفي الختام، أكدت الأحزاب السياسية في شمال وشرق سوريا، على إصرارها وموقفها الثابت والواضح في الدفاع عن مناطقها ومنع المساس بها وبالمكاسب والاستحقاقات التي تحققت خلال الثورة الديمقراطية منذ 11 عام في شمال وشرق سوريا، وبيّن “سنتكاتف بقوة في الدفاع بكل ما نملك ضد هكذا مشاريع كما دافعنا ووقفنا ضد داعش ومثيلاتها من الذين حاولوا خرق مناطقنا لجعلها بؤرة تآمر على سوريا ووحدتها وعلى مستقبل شعبها. تماماً كما التزم شعبنا بالمواقف الوطنية المشرّفة على مدى عمر الثورة الديمقراطية في سوريا وشمال وشرق سوريا وناضل ضد جميع محاولات التصفية والإبادة والإنكار والقمع”.

الأحزاب والقوى الموقعة على البيان: حزب الاتحاد الديمقراطي، حزب الخضر الديمقراطي، حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الليبرالي الكردستاني، حزب الشيوعي الكردستاني، البارتي الديمقراطي الكردستاني – سوريا، الحزب الديمقراطي الكردي السوري، الحزب اليساري الكردي في سوريا، الحزب اليساري الديمقراطي الكردي في سوريا، حزب التجمع الوطني الكردستاني، حزب التغيير الديمقراطي الكردستاني، حركة التجديد الكردستاني، اتحاد الشغيلة الكردستاني، الهيئة الوطنية العربية، حزب الحداثة والديمقراطية لسوريا، الحزب الجمهوري الكردستاني، حزب الوفاق الديمقراطي، حركة الإصلاح- سوريا، الحزب الآشوري  الديمقراطي، حزب التآخي الكردستاني، حزب روچ الديمقراطي الكردي في سوريا، الاتحاد الوطني الحر- روج آفا، حركة المجتمع الديمقراطي، مؤتمر ستار، حزب المحافظين الديمقراطي، حزب النضال الديمقراطي، تيار المستقبل الكردستاني، الحزب الديمقراطي الكردستاني، غرب كوردستان، هيئة التنسيق الوطنية (حركة التغيير الديمقراطي)، حزب الاتحاد السرياني، حزب سوريا المستقبل.

المصدر: ANHA